يسبر معرض "ازدواجية الاستلهام" غمار مفاهيم فكرية تتمحور حول الاستلهام كمنصّة يُجري عبرها 18 فناناً اختبارات مختلفة على مستوى الفعل الإبداعي. فعلى مدار تسعة أشهر من الإقامة خاض الفنانون والقيّمون والباحثون حوارات ثريّة ساهمت بتشكيل مقاربات فنية متنوعة للغاية بدءاً من مهد نشأة الفكرة وصولاً إلى العمل الفني بشكله النهائي. وقد تشكّلت هوية المعرض تبعاً لتلك التقاطعات بين الفنانين من تبادل للأفكار والأساليب والرؤى.
لا تزال جدلية الحداثة والمعاصرة أحد أكثر المواضيع المطروحة للنقاش بين الفنانين والقيّميين والنقاد ومؤرخي الفن، وخاصة على مستوى التساؤل عن الحدود الفاصلة بين الحداثة والمعاصرة. وفي رحلة البحث عن إجابات لهذه الجدلية، استخدم عددٌ من الفنانين المقيمين أفكاراً وأدوات ولغة فنية معاصرة لتقديم أعمال فنية استلهمت مواضيعها من نتاج روّاد من الفترة الحديثة للحركة الفنية العربية. تمثَّل الهدف من ذلك بدراسة واكتشاف التغيرات التي طرأت على أساليب الإبداع الفني. أتت أفكار الفنانين المعاصرين كامتدادات وإجابات لأعمال الروّاد العرب في بعض الحالات، وكتضاد وتساؤل لها في أخرى، لكنها بقيت متماهية مع تلك الأعمال الفنية الاستثنائية الأصلية، وشكّلت معها "طِباقاً" جميلاً يُحفّز الخيال ويسترضي الإحساس.
قيّم المعرض: د. بهاء أبو دية