برزت بيبيلوتي ريست في التسعينات كواحدة من جيل الفنانين الذين استكشفوا العلاقة بين التكنولوجيا والطبيعة وظاهرة الصور المنتشرة بشكل واسع في المجتمعات المعاصرة. وقد ذاع صيتها عالمياً بفضل أعمالها التركيبية التي تعرض مقاطع فيديو توَلِّف بين أسلوب الإسقاط الانغماسي وتجارب التأمل الجماعي التي تشبه الخيال. وفي هذا الصدد، طورت الفنانة معرض "دفقة سكون" محاكاةً للديوراما المُنوِّمة؛ وهو مشهد رقمي شامل يضع قطعاً جديدة من الفن التشاركي في حوارٍ مع بعض أعمالها الأكثر شهرة.
بيبيلوتي ريست: دفقة سكون
المعرض السابق
يعدّ "دفقة سكون" المعرض الاستقصائي الأول للفنانة السويسرية الشهيرة بيبيلوتي ريست في منطقة الشرق الأوسط؛ الذي صممته لكي يكون بمثابة عمل تركيبي خاص تحتضنه خصيصاً فضاءات صالة العرض في مبنى مطافئ: مقر الفنانين. ويجمع هذا المعرض بين ما أنتجته ريست من الأعمال الفنية السابقة والأخيرة.
يرسم هذا المعرض رحلة متعددة الحواس تخوض في غمار الطبيعة والجندر والتكنولوجيا؛ وذلك عبر ضمّ هذه النسخة بين طيات العملين Ever is Over All (1997) (الأبدية فوق الكلّ)، وهو عمل تركيبي لمقطع فيديو حاز على جائزة أفضل عمل فني للفنان الشاب في بينالي البندقية عام 1997، و Worry Will Vanish (2014) (القلق زائلٌ)، الذي يعدّ أحد أعمال ريست البانورامية الرقمية الواسعة. يطوّق المعرض لوحاتٌ جدارية وستائر نسيجية بألوان متعددة، وتتخلله سلسلة من "الجزر المتدفقة"، كما تسميها الفنانة، وهي شاشات تفاعلية تستخدم فيها إسقاطات الفيديو وقطع الأثاث والسجاد والأشياء المنزلية لتنتج لوحات ضخمة عن الطبيعة الصامتة تدعو جمهورها بأن يتفاعل معها. وعند "غرف المعيشة" هذه – أي تلك المساحات الحية التي يمكننا العيش فيها – تُعرَض على مرأى المشاهدين مقاطع الفيديو بطريقة تحوّلهم بفعالية وكافة المساحات المحيطة بهم إلى شاشات وحاملي صور. تستأنف هذه الأعمال المعروضة وغيرها بحثَ ريست الموَّسع حول تقاطع الحواس البشرية والتقنيات الرقمية، لما يجوب في خيالها عن ذلك المستقبل أين يلتقي ما هو حيوي مع ما هو إلكتروني في جسم كهربائي جديد.
يجسد معرض "دفقة سكون" ثاني أكبر الأعمال التي تنتجها ريست في الدوحة بعد عملها التركيبي الأول "عقلي كما تراه، وعقلُكَ كما أراه" (2022).
معرض
بيبيلوتي ريست: عقلي كما تراه، وعقلُكَ كما أراه
قصة
الضوء واللون والخيال: بيبيلوتي ريست في متاحف قطر
قصة
بيبيلوتي ريست وقوة الموسيقى